وقعت هيئة الأوراق المالية الماليزية (SC) اليوم مذكرة تفاهم مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية (IsDB)، تمهيداً لمزيد من التعاون في سوق رأس المال الإسلامي (ICM) وتوسيع نطاق التقنية المالية الإسلامية والتمويل الاجتماعي، وبخاصة في مجال الأوقاف.
وشهد معالي رئيس الوزراء الماليزي داتو سري أنور إبراهيم ومعالي الدكتور محمد سليمان الجاسر رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، توقيع مذكرة التفاهم المهمة والتي تعد الأولى من نوعها بين الهيئة والبنك متعدد الأطراف الرائد في الجنوب العالمي.
وقد وقع مذكرة التفاهم كل من داتو سري الدكتور أوانج أديك حسين رئيس هيئة الأوراق المالية الماليزية (SC)، والدكتور زامير إقبال نائب الرئيس للشؤون المالية والمدير المالي للبنك الإسلامي للتنمية، وذلك على هامش الاجتماع السنوي للبنك الإسلامي للتنمية 2024 في الرياض.
وكان معالي رئيس الوزراء الماليزي داتو سري أنور إبراهيم ومعالي الدكتور محمد سليمان الجاسر، قد اتفقا خلال اجتماعهما في مارس 2023 على أن تتعاون الهيئات والجهات التنظيمية والشركات في ماليزيا بشكل وثيق مع البنك الإسلامي للتنمية لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون، ويشمل ذلك تطوير وتجربة منتجات التمويل الإسلامي المبتكرة، وتعزيز صناعة الحلال، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر.
وبموجب مذكرة التفاهم الموقعة اليوم، ستتعاون كل من هيئة الأوراق المالية الماليزية (SC) والبنك الإسلامي للتنمية في العديد من المجالات الرئيسية، ويشمل ذلك تسهيل الابتكار في مجال التقنية المالية الإسلامية، وتعزيز تطوير التمويل الاجتماعي الإسلامي، وتشجيع تدفق الاستثمارات، وجوانب أخرى.
وتهدف المذكرة كذلك إلى دعم بناء القدرات وتبادل المعرفة والمشاريع الفنية المشتركة في مجالات الاهتمام الرئيسية المتعلقة بإدارة رأس المال الاستثماري، والتي يمكن أيضًا الاستفادة منها من قبل المؤسستين لصالح الدول الأعضاء الأخرى في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
وأشار داتو سري الدكتور أوانج أديك حسين إن التعاون بين الطرفين يمثل حدثاُ هاما في تاريخ هيئة الأوراق المالية الماليزية (SC) ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
وقال موضحاً، “نعتزم في الوقت الراهن توسيع وتعميق وضع التكنولوجيا المالية الإسلامية من خلال قابليتها للتوسع والأسواق الجديدة، بالإضافة إلى تعظيم الفرص من خلال التمويل الاجتماعي والتي تشمل تطوير أصول الأوقاف، وذلك باستخدام أسواق رأس المال الخاصة بنا وخبراتنا في مجال التطوير المالي.”
وأضاف قائلاً، “يمكن للطرفين من خلال تعزيز التعاون بينهما تطوير وتوسيع نطاق المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بما يدعم تطلعاتنا”.
ومن جهته، قال معالي الدكتور الجاسر، “بموجب مذكرة التفاهم هذه، ستتعاون هيئة الأوراق المالية الماليزية ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية لتعزيز التقنية المالية الإسلامية والتمويل الاجتماعي وجذب الاستثمارات الأجنبية في الأسواق الخاصة. ومن شأن هذا التعاون أن يسهم في تعزيز أسواق رأس المال الإسلامية ليس فقط في ماليزيا، بل في كافة الدول الأعضاء في مجموعة البنك. وتعطي هذه الشراكة الأولوية لدعم المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والأسواق الخاصة، والتي تعتبر ضرورية للتمكين الاقتصادي.”
وأوضح داتو سري الدكتور أوانغ أديك أن مذكرة التفاهم هذه تتماشى كذلك مع المبادرات الإستراتيجية الرئيسية لسوق رأس المال الماليزي في إطار الخطة الرئيسية لسوق رأس المال 3 (2021-2025)، بما في ذلك توسيع نطاق سوق رأس المال الإسلامي ليشمل أصحاب المصلحة الأوسع في الاقتصاد وتبني التعاون والابتكار من أجل النمو.
ولتحقيق هذه الغاية، تعاونت هيئة الأوراق المالية الماليزية مع شركتها التابعة، أسواق رأس المال الماليزية، مؤخرًا مع العديد من أصحاب المصلحة في أبو ظبي ودبي والرياض. ويشمل ذلك الاستفادة من الدعم الماليزي لتعزيز تأثير سوق رأس المال الإسلامي وتعزيز مكانة قادة الفكر في ماليزيا.
وفي عدة جلسات حوارية في المنطقة، قالت شريفتول هنيز سعيد علي، المدير التنفيذي لسوق رأس المال الإسلامي في هيئة الأوراق المالية الماليزية، عن كيفية الاستفادة من سوق رأس المال الإسلامي في هيكلة أدوات التمويل المبتكرة لمواصلة تطوير الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي وإصدارات الصكوك وإدارة الأصول الإسلامية.
وكان سوق رأس المال الإسلامي الماليزي قد شهد في عام 2023 نمواً بنسبة 4.5% ليصل إلى 2.4 تريليون رينجيت ماليزي، في حين ارتفعت الصكوك القائمة بنسبة 7.4% والأسهم المتوافقة مع الشريعة الإسلامية بنسبة 1.5%..
وتظل ماليزيا رائدة عالميًا في سوق رأس المال الإسلامي، لاسيّما في الصكوك المستحقة وكذلك إدارة الصناديق الإسلامية، حيث حصلت على أعلى التصنيفات في المؤشرات العالمية بما في ذلك مؤشر التكنولوجيا المالية الإسلامية، ومؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي، ومؤشر تطوير التمويل الإسلامي العالمي للسنة العاشرة على التوالي.